اختفاء الفتيات في سوريا.. تصاعد مقلق في حوادث الخطف والتعذيب

حالة من القلق تسيطر على المشهد السوري إثر تصاعد ظاهرة اختفاء الفتيات في عدة مناطق، خصوصاً الساحل السوري ومحافظات أخرى مثل طرطوس وحماة. تقارير إعلامية وأمنية كشفت تفاصيل مؤلمة عن هذه الحوادث، التي تثير تساؤلات عديدة حول دور الجهات المعنية في مواجهة الفلتان الأمني المتزايد. الحوادث الأخيرة ولّدت حالة من الغضب والضغط الشعبي، مطالبة بتحرك عاجل لكشف غموض هذه القضايا وإنقاذ الضحايا.

ارتفاع معدلات اختفاء الفتيات في الساحل السوري

شهدت محافظة طرطوس في الساحل السوري مؤخراً حوادث اختفاء متكررة لفتيات، كان أحدثها الفتاة آية طلال قاسم، التي فقدت أثناء توجهها لاستلام بطاقتها الامتحانية. تشير التفاصيل إلى اختطاف قاسم بعد خروجها من منزل عائلتها بحي الفقاسة؛ حيث تلقى أحد أفراد العائلة مكالمة غامضة من هاتف المختطفة، سمعت خلالها أصوات بكاء وتعذيب. هذه الحادثة ليست الأولى، بل تضاف إلى سلسلة من القضايا التي تم الإبلاغ عنها في أيام قليلة شملت خمس فتيات أخريات، مما يعكس استمرارية الفلتان الأمني في المنطقة.

• آية قاسم – طرطوس
• هديل خليل
• بتول حسن
• لانا محمود
• لبنى محمود

المعلومات تفيد أن الأسر لم تتلقَّ أي مطالبات بالفدية، ما يزيد الغموض حول دوافع الجناة، في حين تتعالى المطالب بتحقيق فوري لوقف هذه السلسلة المتصاعدة.

ظاهرة الخطف تمتد إلى حماة وسط صمت رسمي

لا يقتصر الاختفاء على طرطوس فقط، بل تمتد الظاهرة إلى محافظات أخرى مثل حماة، حيث أُبلغ مؤخراً عن فقدان رنيم غازي زريفة (22 عاماً) في منطقة مصياف. رغم ما تبذله الجهات الأمنية من حملات اعتقال لمشتبه بهم، فإن الشارع السوري يطالب بتحركات أسرع وأكثر فاعلية. بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن 17 فتاة وطفلة ما زلن مجهولات المصير، منتشرات في مدن كحمص واللاذقية والسويداء، وهو ما يعكس تفاقماً خطيراً للوضع الأمني.

مبادرات الأفراد وضغط المجتمع لمواجهة الكارثة

في ظل غياب حلول رسمية فعالة، تصاعدت المبادرات الشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي، داعيةً للإبلاغ عن أي جناة محتملين وتوعية المواطنين بضرورة اتخاذ إجراءات أمان إضافية. هذه الجهود الفردية تُظهر حجم الغضب والخوف الذي يسيطر على المجتمع السوري، وسط ضعفٍ في تقديم الحلول الأمنية المنهجية.

إحصائيات تشير إلى تصاعد مستمر لحالات الانقطاع المفاجئ للفتيات، ما يتطلب ليس فقط تحقيقات معمقة بل استراتيجية وطنية لمكافحة هذه الظاهرة. هل ستنجح التحركات الأمنية والشعبية في مواجهة هذا التحدي المتزايد؟ الأيام المقبلة قد تحمل الجواب.