اكتشاف نقوش صخرية مذهلة تعود لما قبل الميلاد في محمية المؤسس

في خطوة جديدة تسلّط الضوء على غنى التراث السعودي وتاريخه العريق، أعلنت هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية عن اكتشاف نقوش عربية مبكرة وأعمال فنية صخرية تعود إلى فترات تاريخية تتراوح بين القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي. تم العثور على هذه النقوش جنوب المحمية في منطقة روضة الخفس، مما يضع المحمية في دائرة الضوء كواحدة من أبرز المواقع الثقافية والتاريخية في المملكة.

النقوش العربية المبكرة: اكتشاف أثري ثمين في محمية الملك عبدالعزيز

أكدت هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية أن الاكتشافات الأثرية شملت أربع واجهات صخرية تحمل نقوشًا عربية مبكرة ورسومًا تعكس حياة الإنسان القديم، منها صور تُظهر مشاهد صيد، ونقوش لجِمال وآثار وُضعت بعناية. تعد هذه النقوش توثيقًا نادرًا لاستمرارية الحياة في هذه المنطقة الممتدة على مدار عصور، حيث استقر الإنسان فيها بين القرن الرابع قبل الميلاد والأول الميلادي.

وفي هذا السياق، صرح المهندس ماهر بن عبدالله القثمي، الرئيس التنفيذي للهيئة، بأن هذا الإنجاز لم يكن محض صدفة، بل هو ثمرة بحث دقيق وجهود علمية منظمة ضمن استراتيجية طموحة تسعى لتوثيق التراث الثري للمحمية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 للحفاظ على الإرث الثقافي والطبيعي وصونه للأجيال القادمة.

روضة الخفس: شاهد حي على الإرث التاريخي

منطقة روضة الخفس، الواقعة جنوب محمية الملك عبدالعزيز، شكّلت نقطة ارتكاز للاكتشافات الأثرية الأخيرة. عمليات المسح كشفت عن رسوم صخرية متعددة تُبرز تفاصيل غنية عن فترة تاريخية عبّر فيها الفن عبر النقوش عن مشاهد حياة مختلفة، كالصيد والفروسية، بشكل يتيح للزائرين مستقبلًا فرصة استكشاف قصص الناس والحيوانات التي شكلت جزءًا من تاريخ هذا المكان.

أما النقوش المكتشفة فتم تحليلها وفقًا لأنماط وأشكال الحروف، مما يكشف عن مرحلتين تاريخيتين مُتباينتين: المرحلة المتوسطة والمرحلة المتأخرة. بفضل هذه الجهود، يمكن للمملكة الآن تقديم أدلة إضافية تُعزز من فهم تاريخها الطويل وموروثاتها الثقافية.

تسجيل الكنوز الأثرية ضمن السجل الوطني

لحماية هذا الإرث الاستثنائي، أوضحت الهيئة أنها سجلت مواقع النقوش في السجل الوطني للآثار بالتعاون مع هيئة التراث. بالإضافة إلى ذلك، أُنشئت قاعدة بيانات مكانية متطورة مرتبطة بخرائط رقمية، مما يسهل عملية حماية وإدارة هذه المواقع بفعالية.

تحمل هذه الاكتشافات زخمًا كبيرًا لتعزيز السياحة الثقافية والبيئية في المملكة، حيث من المتوقع أن تكون محمية الملك عبدالعزيز نقطة جذب للزوار المحليين والدوليين في المستقبل. يظل هذا الإنجاز قالبًا مثاليًّا للتعاون الحكومي واستثمار الكفاءات الوطنية في مجال التوثيق الأثري، مما يعيد التأكيد على مكانة المملكة بوصفها حاضنة لإرث إنساني عالمي.