صراع محتدم.. خلاف على الحقائب الداخلية والمالية يؤجل تشكيل حكومة كردستان

يشهد إقليم كردستان العراق أزمة بسبب الخلاف بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني حول وزارتي الداخلية والمالية في إطار تشكيل الحكومة الجديدة. هذا النزاع يهدد بتأخير إعلان التشكيلة الحكومية، رغم التوافق على المناصب الرئيسية، في ظل تحديات سياسية واقتصادية يعاني منها الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي، وسط دعوات محلية ودولية للإسراع في حل الأزمة.

الخلافات بين الأحزاب الكردية حول تشكيل الحكومة

يتمحور الخلاف بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني حول حقائب وزارتي الداخلية والمالية، حيث يطالب الاتحاد الوطني بالحصول عليهما، في حين يرى الديمقراطي أن الوزارتين من حقه كونه يمتلك الأغلبية البرلمانية بعد أن حصل على 39 مقعدا مقارنة بـ 23 مقعدا للاتحاد. على الرغم من ذلك، أبدى الديمقراطي الكردستاني مرونة بهدف احتواء الأزمة وضمان تسريع عملية تشكيل الحكومة بقيادة مسعود بارزاني الذي يسعى إلى تجنيب الإقليم مصاعب سياسية إضافية.

دور القوى السياسية في حل الأزمة

لعب الديمقراطي الكردستاني دوراً هاماً في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، حيث حرص على إدخال كافة القوى السياسية في محادثات تشكيل الحكومة. ورغم تعمق الخلافات إلا أن الطرفين توصّلا إلى اتفاق مبدئي على توزيع المناصب الرئيسية، إذ سيكون منصبا رئاسة الإقليم ورئاسة الحكومة من نصيب الديمقراطي، بينما سيحصل الاتحاد الوطني على منصب رئيس البرلمان وبعض المناصب الأخرى. ومع ذلك، لا تزال ملفات مثل العائدات المالية، وتوحيد قوات البيشمركة، والمناطق المتنازع عليها تعيق الاتفاق النهائي.

تحديات داخلية وخارجية تواجه الإقليم

يعاني إقليم كردستان من أزمة اقتصادية خانقة على رأسها تأخر رواتب الموظفين، وشلل في صادرات النفط، ما أثر على الأوضاع المعيشية وزاد من الاستياء الشعبي الذي عبر عنه السكان باحتجاجات متكررة. إلى جانب ذلك، هناك تحديات أمنية وسياسية تتطلب استقرار حكومة قادرة على مواجهة تلك المشاكل. وأكد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لتكون مؤهلة لتلبية احتياجات المواطنين ومعالجة القضايا العالقة بإطار تعاوني يعزز وحدة الموقف الوطني.

تبدو الحاجة ملحة لإتمام المفاوضات وتشكيل حكومة قوية قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم، بعيداً عن الصراعات الحزبية التي قد تُفاقم الأزمات الحالية وتؤثر على مستقبل المنطقة وسكانها.