فرصة ذهبية: الذهب يرتفع مع تراجع الدولار والنفط يواصل الهبوط

يشهد العالم تطورات سريعة على صعيد الاقتصاد والأسواق المالية، حيث يبرز الذهب كملاذ آمن في ظل مخاوف الركود العالمي وتراجع الدولار، فيما تعاني أسواق النفط من ضغوط ناجمة عن التوترات التجارية والسياسات الجمركية. هذا الاتجاه اللافت يعكس مدى تأثير الأوضاع الاقتصادية العالمية المتقلبة على حركة المعادن الأساسية والطاقة، مما يزيد من أهمية مراقبة الاتجاهات المستقبلية.

الذهب يحقق مستويات قياسية وسط مخاوف الركود

يشهد سوق الذهب طفرة كبيرة حالياً، إذ لامس المعدن الأصفر مستويات قياسية عند 3419.90 دولاراً للأوقية في التعاملات الفورية؛ مدفوعاً بمخاوف الركود الاقتصادي وتراجع مؤشر الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات. مع استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، يتجه المستثمرون نحو الذهب كأحد أبرز وسائل التحوط المالي، مما ساهم في زيادة قيمته بشكل كبير. وقد ارتفعت العقود الآجلة للذهب أيضاً إلى مستوى 3420.60 دولاراً للأوقية، مما يؤكد استمرار هذا الاتجاه التصاعدي. الجدير بالذكر أن السياسة الجمركية الصارمة التي طالت واردات المعادن الأميركية أضافت مزيداً من التوتر على الأسواق العالمية، وأسهمت في تعزيز الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب.

أسعار النفط تتأثر بالسياسات التجارية والرسوم الجمركية

تراجعت أسعار النفط اليوم بنسبة تجاوزت 2% بعد المخاوف المتجددة بشأن أثر الرسوم الجمركية الأميركية على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود. حيث انخفض خام برنت إلى 66.33 دولاراً للبرميل، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى 63.06 دولاراً. ويرى المحللون أن توترات الأسواق العالمية، وتأثير المناقشات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، وكذلك الزيادة المتوقعة لإنتاج أوبك بلس، قد تكون عوامل حاسمة في تشكيل مستقبل الأسعار. برغم المكاسب الأسبوعية التي حققها كلا الخامين الأسبوع الماضي، إلا أن الأسواق ما زالت تخشى تداعيات الحروب التجارية والسياسات الجمركية.

التوقعات الاقتصادية ومستقبل النفط والذهب

تشير التوقعات إلى استمرار حالة عدم اليقين بشأن النفط والذهب على المدى الطويل، خاصة مع تأثير الاحتكاكات التجارية والتحولات في العلاقات الاقتصادية بين القوى العظمى. في سياق متصل، أفادت وزارة الاقتصاد الروسية بتعديل توقعاتها لأسعار خام برنت لعام 2025 إلى 68 دولاراً للبرميل، مقارنة بـ81.7 دولاراً في توقعات سابقة. بينما تستمر أسعار الذهب في التربع على عرش الملاذات الآمنة، فقد ارتفع بأكثر من 27% منذ بداية العام؛ ويبدو أن النمو الاقتصادي البطيء ومخاوف التضخم سيدعمان استمرارية هذا الاتجاه.

وفي الختام، تبدو الأسواق العالمية في حالة من الترقب، حيث يركز المستثمرون على الأرقام الاقتصادية والبيانات المستقبلية. مع استمرار التوترات الاقتصادية والسياسية الحالية، من المتوقع أن تتأرجح أسعار النفط والذهب بناءً على التغيرات العالمية والتوقعات المرتبطة بالركود المحتمل ونسب الطلب على السلع الأساسية.