صدمة الذهب: عيار 21 يتراجع للمرة الأولى بعد تخطيه 5000 جنيه

شهدت أسعار الذهب في مصر مؤخرًا تقلبات ملحوظة، حيث تراجعت بعد ارتفاع سابق فاق 110 جنيهات للجرام الواحد. جاء هذا التحرك في ظل تطورات عالمية متسارعة، منها التوترات الجيوسياسية والحديث عن السياسات النقدية العالمية، كما أظهرت الأسواق انكماشًا للدولار على المستوى الدولي، مما ساهم في دفع أسعار الذهب إلى تسجيل مستويات تاريخية عالمية.

أسعار الذهب في مصر اليوم

تعكس أسعار الذهب في مصر التغيرات العالمية مع التأثر بقيمة الدولار مقابل الجنيه، وقد سجلت الأسعار اليوم المستويات التالية:

• عيار 24: 5675 جنيهًا للجرام
• عيار 21: 4950 جنيهًا للجرام
• عيار 18: 4242 جنيهًا للجرام
• الجنيه الذهب: 39600 جنيهًا

يعتمد تحديد هذه الأسعار بشكل رئيسي على البورصات العالمية وسعر الدولار الأمريكي، حيث يؤدي ارتفاع الأسعار عالمياً إلى رفع التكلفة المحلية للمعدن النفيس. لذلك، يلاحظ أن عيار 21 يعد الأكثر تداولًا داخل مصر بفضل اعتدال سعره مقارنة بجودته.

أسعار الذهب عالميًا وتأثير الأزمات

شهدت السوق العالمية للذهب تطورًا غير مسبوق، حيث قفز سعر الأونصة إلى 3500 دولار في ظل توترات سياسية واقتصادية مؤثرة. جاءت هذه التغيرات مدفوعة باضطراب الأسواق المالية بعد خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اختلف فيه مع جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، حول ضرورة خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد الأمريكي المهدد بالركود. هذه الحالة من التوتر والنقد المتبادل بين القيادة الأمريكية ومجلس الاحتياطي ساهمت في تعزيز الإقبال على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين الذين يسعون لتجنب المخاطر المالية.
وأوضحت التقارير أن السياسات النقدية للبنوك الدولية قد تؤثر قريبًا على المشهد الاقتصادي العالمي، مما يجعل شراء الذهب خيارًا رائجًا للتحوط ضد اضطرابات السوق. هذه العوامل دفعت المضاربين والمستثمرين إلى شراء كميات أكبر من الذهب، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الأسعار.

لماذا يحتفظ الذهب بأهميته في السوق؟

يعد الذهب واحدًا من أبرز الأصول ذات القيمة المستدامة على المدى الطويل، حيث يجذب اهتمام المستثمرين كوسيلة للتحوط ضد التضخم وتراجع العملات الورقية. خصوصاً في أوقات الأزمات الاقتصادية أو الحروب، يكون الطلب عليه مرتفعًا بفضل قدرته على الاحتفاظ بالقيمة مقارنة بالمخاطر في الأصول الأخرى. في سياق السوق المصرية، يلعب الذهب دوراً مهمًا لحفظ الثروات، وخاصة في ظل تقلبات قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية.
إضافة إلى ذلك، يتمتع الذهب بسهولة تصريفه في الأسواق المحلية والعالمية، مما يزيد من جاذبيته. مع استمرار عدم اليقين الاقتصادي عالميًا، من المتوقع أن تظل أسعاره تشهد موجة صعود تدعمها التوترات السياسية، وإجراءات البنوك المركزية بشأن الفائدة.