قفزة تاريخية: توقعات جولد بيليون لحركة الذهب عالمياً وفي السوق المصري

شهد الذهب ارتفاعاً تاريخياً في أسعاره على المستوى العالمي والمحلي، حيث سجلت الأونصة اليوم مستوى غير مسبوق، مدفوعة بالعديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المحيطة. ويأتي هذا في ظل التوترات السياسية بين الولايات المتحدة والصين، إضافةً إلى تصعيد الرئيس الأمريكي ضد رئيس البنك الفيدرالي، مما أثار موجة من المخاوف حول السياسة النقدية المستقبلية والتضخم.

تحليل أسعار الذهب اليوم وأسباب الارتفاع

أحرز الذهب العالمي قفزة كبيرة ليسجل مستوى 3500 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى تاريخي في السوق؛ حيث بدأ تداول اليوم عند 3427 دولار للأونصة، ليصل لاحقاً إلى 3457 دولار للأونصة. جاءت هذه القفزة بدافع من التخوفات المتزايدة بشأن التوترات السياسية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وخاصة بعد الانتقادات الشديدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس البنك الفيدرالي. بجانب ذلك، استمر الضغط المتنامي بفعل النزاع التجاري الحاد بين الولايات المتحدة والصين، مما زاد الطلب على الذهب كملاذ آمن.

الهجوم العلني من ترامب على جيروم باول، والمطالبات بإصلاح سياسات البنك الفيدرالي، ساهمت بقوة في تعزيز سعر الذهب. ومع إعلان البيت الأبيض عن احتمال إعادة النظر في وضع باول، تصاعدت توقعات الأسواق بالمزيد من التوتر بشأن استقلالية القرار النقدي، الأمر الذي دعم الدولار في الانخفاض وأسهم بزيادة أسعار الذهب.

أسعار الذهب في السوق المصري وتأثير السوق العالمي

شهدت أسعار الذهب المحلي في مصر ارتفاعاً ملحوظاً نتيجة تأثرها المباشر بالسوق العالمي. وافتتح الذهب عيار 21 تداولاته عند 4930 جنيهاً للجرام قبل أن يسجل 4940 جنيهاً اليوم الثلاثاء، محققاً زيادة مستمرة بسبب الارتفاع التاريخي لسعر الأونصة عالمياً. رغم استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، إلا أن ارتباط أسعار الذهب المحلي بالسوق العالمي يجعل أي تحرك عالمي مؤثراً بشكل كبير على السوق المصرية. ويواصل الذهب المحلي الصعود مع تراجع الإقبال على الشراء محلياً، حيث يتأثر السعر بشكل جوهري بحركة السوق الدولي بعدما أصبح معيار التسعير الرئيسي مرتبطاً بسعر الأونصة العالمي.

توقعات مستقبلية لحركة أسعار الذهب

مع وصول الذهب العالمي إلى ذروته التاريخية، تتوقع الأسواق استهداف مستويات قياسية جديدة تصل إلى 3600 دولار للأونصة في حال اختراقها لحاجز الـ 3500 دولار. أما محلياً، يستعد الذهب عيار 21 لكسر حواجز نفسية عند 5000 جنيه للجرام، مع انعدام مؤشرات الهبوط بسبب استمرار المخاطر الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية. فيما يخص السوق المحلي، يظل العامل الرئيسي الدافع للسعر هو التأثير المباشر للذهب العالمي، مما يجعل الاستثمار في هذا المعدن النفيس خياراً استراتيجياً للمستثمرين الباحثين عن الأمان وسط الأزمات الاقتصادية العالمية.