المفاوضات التجارية مع الصين: تقدم ملحوظ رغم التحديات المستمرة

تُعَدُّ المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من أبرز القضايا الاقتصادية العالمية، حيث تؤثر بشكل مباشر على الاقتصادين الأكبر في العالم وتنعكس تداعياتها على الأسواق الدولية. شهدت هذه المفاوضات تطورات متسارعة في الأشهر الأخيرة، مع تصاعد التوترات والتصريحات المتبادلة بين الجانبين.

تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

في 22 أبريل 2025، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه إذا لم توافق الصين على صفقة تجارية، فإن الولايات المتحدة ستحدد الشروط من جانب واحد، مؤكداً على نهجه التعاوني في المفاوضات مع بكين، معربًا عن استعداده ليكون “لطيفًا جدًا” في التعامل، وأشار أيضًا إلى أن التعريفات الجمركية على الواردات الصينية ستنخفض بشكل كبير في حال التوصل إلى اتفاق، لكنها لن تُلغى بالكامل، مما يعكس استمرار التوترات التجارية بين البلدين. (المصدر: رويترز)

تفاؤل حذر بشأن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين

قبل ذلك بأيام، في 17 أبريل 2025، أعرب ترامب عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، رغم الجمود الظاهر في المفاوضات بين القوتين العظميين، حيث أعلن من البيت الأبيض ثقته في تحقيق اتفاق جيد مع الصين، دون تقديم تفاصيل أو جدول زمني لاستئناف المحادثات المتوقفة، في الوقت نفسه، انتقدت وزارة التجارة الصينية الولايات المتحدة لممارستها “ضغوطًا قصوى”، داعية إلى الاحترام المتبادل كأساس لأي مناقشات مستقبلية. (المصدر: رويترز)

تصعيد في الإجراءات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

في فبراير 2025، فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة من الصين، وردت الصين بسرعة بفرض تعريفات بنسبة 15% على الفحم والغاز الطبيعي المسال الأمريكي، و10% على النفط الخام والمعدات الزراعية وبعض السيارات، بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الصين عن تحقيق في شركة جوجل بشأن انتهاكات مزعومة لمكافحة الاحتكار، مما يزيد من تعقيد العلاقات التجارية بين البلدين. (المصدر: زمان التركية)

من المقرر عقد مؤتمر “ضوابط التجارة بين الولايات المتحدة والصين 2025” في واشنطن العاصمة يومي 12 و13 نوفمبر 2025، يهدف هذا المؤتمر إلى مناقشة التحديات الجيوسياسية والعقوبات الاقتصادية وضوابط التصدير بين البلدين، يأتي ذلك في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية والمنافسة الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة في مجالات مثل الحوسبة المتقدمة. (المصدر: ar.cantonfair.net)

أدت الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين إلى زيادة التعريفات الجمركية المتبادلة، مما أثر على التجارة العالمية وسلاسل التوريد، كما تصاعدت التوترات في مجالات التكنولوجيا، حيث فرضت الولايات المتحدة قيودًا على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين، وردت بكين بفرض قيود على تصدير معادن حيوية تستخدم في صناعة التكنولوجيا. (المصدر: sa.investing.com)

تستمر المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في التأرجح بين التصعيد والتهدئة، مع تبادل التصريحات والإجراءات التي تعكس تعقيد العلاقات بين البلدين، يبقى التوصل إلى اتفاق شامل أمرًا حاسمًا لاستقرار الاقتصاد العالمي، ويتطلب ذلك جهودًا دبلوماسية مكثفة وتنازلات متبادلة من الجانبين.

التاريخ الحدث
22 أبريل 2025 تصريحات ترامب حول تحديد الشروط إذا لم توافق الصين على صفقة تجارية
17 أبريل 2025 تفاؤل ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين
فبراير 2025 فرض تعريفات جمركية متبادلة بين الولايات المتحدة والصين
12-13 نوفمبر 2025 مؤتمر “ضوابط التجارة بين الولايات المتحدة والصين 2025” في واشنطن

تتطلب المرحلة الحالية من العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين توازنًا دقيقًا بين المصالح الاقتصادية والسياسية، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق أهدافه دون تصعيد التوترات إلى مستويات تؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي، لذا، فإن الحوار المستمر والتفاهم المتبادل هما المفتاح لتجاوز الخلافات والوصول إلى حلول مستدامة.