غلاء الذهب يحطم أحلام الزواج في مصر وسوريا: أشياء لا تُشترى بالمال

شهد العالم في السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في أسعار الذهب، مما أثر سلباً على مختلف الفئات الاجتماعية، وخاصة فئة الشباب المقبلين على الزواج. هذا الارتفاع لم يؤثر فقط على أحلام الشباب، بل غيّر من ثقافة الزواج والتقاليد المصاحبة له، حيث أصبح توفير الذهب مطلباً ثقيلاً يعجز عنه كثيرون، لاسيما في بلاد تخضع لأزمات اقتصادية خانقة.

أثر ارتفاع سعر الذهب على الشباب المقبلين على الزواج

أصبح ارتفاع سعر جرام الذهب عقبة كبيرة أمام الشباب الذين يسعون لتحقيق أحلامهم بالزواج والاستقرار. فكما هو الحال مع “حسام”، الشاب المصري الذي وجد نفسه غير قادر على مواكبة الزيادة المستمرة في أسعار الذهب، كان عليه مواجهة صعوبات حياتية مرهقة. على الرغم من الجهود التي بذلها، انتهت خطوبته بسبب عجزه عن شراء الكمية المطلوبة من الذهب التي اشترطتها عائلة خطيبته، وهو موقف يواجهه كثير من الشباب في مختلف الدول العربية.

كيف تعكس رسوم الفن تأثير الذهب في سوريا؟

في سوريا، لم يكن الفنان “عزيز الأسمر” استثناءً من واقع الشباب؛ فقد استخدم الفن كوسيلة للتعبير عن التأثير المدمر لارتفاع سعر الذهب. من خلال رسوماته على جدران إدلب، عبر عزيز عن معاناة الأسر والشباب الذين باتوا عاجزين عن الوفاء بتكاليف المجوهرات اللازمة لإتمام الخطوبة والزواج. الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها سوريا بعد سنوات من الحرب، زادت من صعوبة تحقيق استقرار مادي لكثير من الشباب.

ارتفاع سعر الذهب وتأثيره على المجتمع والأسرة

تاريخياً، كان الذهب في بعض المجتمعات وسيلة رمزية لضمان الاستقرار المالي للأسرة، ولكن مع الارتفاع الجنوني للأسعار، أصبح ذلك شبه مستحيل. في سوريا، مثلاً، حتى المتزوجون باتوا يعانون، إذ يضطر بعضهم لبيع مجوهراتهم لتغطية الاحتياجات الأساسية. أحد أصدقاء الفنان عزيز يعاني من أزمة كبيرة بعد اضطراره لبيع ذهب اقترضه، ليتفاجأ بأن القيمة تضاعفت عند محاولة إعادته، مما زاد من ديونه بشكل كبير.

يُجمع الخبراء على أن الحلول يجب أن تشمل تغيير ثقافة الزواج، بحيث يتم تقليل الاعتماد على الذهب كشرط رئيسي للزواج. في بعض المناطق المتضررة من الأزمات، مثل مخيمات اللاجئين في سوريا، أظهرت العائلات مرونة أكبر في مطالبها، ولكن في العديد من المجتمعات، لا تزال التقاليد عائقاً أمام تحقيق أحلام الشباب.

ختاماً، فإن ارتفاع أسعار الذهب يعيد رسم ملامح الزواج في المجتمعات العربية، مُخلّفاً آثاراً نفسية واجتماعية، تستدعي إعادة النظر في العادات والتقاليد بما يتماشى مع الأوضاع الاقتصادية الحالية. الأمل يبقى في تغيير العقليات الجماعية لتخفيف العبء عن الشباب العاجز عن تحقيق طموحاته.