«تراجع كبير» في أسعار الذهب عالميًا.. الأوقية تهبط إلى 3318.28 دولار

تشهد أسعار الذهب تراجعات طفيفة خلال تعاملات اليوم، بتأثير مباشر من تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة وإشارات إيجابية حول إمكانية تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. يأتي هذا الانخفاض وسط مؤشرات على تغير السياسات الاقتصادية وتأثيرها على الأسواق العالمية، مما يجذب الانتباه إلى تطورات هامة قد تؤثر على أداء السوق مستقبلاً.

توقعات أسعار الذهب وتأثير التوترات التجارية

تسجل أسعار الذهب انخفاضاً ملحوظاً نتيجة تحسن الآمال بتقليص النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. حيث سجلت التعاملات الفورية للذهب تراجعاً بنسبة 0.9% لتصل إلى 3,318.28 دولار للأوقية، كما انخفضت العقود الآجلة بنسبة 0.6% إلى 3,328.67 دولار للأوقية. يرجع هذا الانخفاض إلى التقارير التي تشير إلى احتمالية إعفاء الصين لبعض السلع الأمريكية من رسومها الجمركية؛ وهو ما دفع الأسواق إلى تعزيز التوجه نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى مثل الأسهم، على حساب الذهب كملاذ آمن.
من جهته، أعرب الرئيس الأمريكي ترامب عن استعداده لمراجعة الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، شريطة أن توافق بكين على التفاوض؛ مما أضفى مزيداً من التفاؤل في الأسواق. هذا الانفراج المتوقع قد يدفع إلى استقرار الأسواق المالية على المدى القريب، لكنه يبقي على حالة من الترقب الحذر لدى المستثمرين.

أسعار المعادن النفيسة الأخرى في ظل تعافي الدولار

بالإضافة إلى الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تراجعات متفاوتة في أسعارها، متأثرة بتحسن أداء الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات. تراجع البلاتين بنسبة 0.9% إلى 969.10 دولار للأوقية، وانخفضت الفضة بنسبة 0.4% إلى 33.378 دولار للأوقية. أما النحاس، فشهدت العقود الآجلة في بورصة لندن استقراراً عند 9,419.55 دولار للطن، بينما تراجعت العقود الأمريكية بنسبة 0.8% إلى 4.8453 دولار للرطل.
تعكس هذه التراجعات حالة الأسواق التي تتأثر بشكل كبير بالتدفقات المالية ومستوى المخاطرة العالمي. زيادة الطلب على الدولار تؤثر سلباً على أسعار المعادن؛ نظرًا لكونها مسعرة بالدولار مما يزيد من تكلفتها على المستثمرين الدوليين.

العوامل المؤثرة في مستقبل أسعار الذهب والمعادن

يتأثر سوق الذهب بشكل كبير بالبيانات الاقتصادية القادمة من الولايات المتحدة، خاصة تلك المتعلقة بمعدلات التضخم وأسعار الفائدة. قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تجاه السياسة النقدية قد تغير اتجاهات السوق بشكل جذري، مما قد يدفع بالذهب إما إلى المزيد من التراجع أو العودة للصعود. إلى جانب ذلك، تلعب المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين عالميين دوراً محورياً في تحديد مستقبل المعادن النفيسة، حيث أن تهدئة التوتر تؤدي إلى انخفاض الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب.
في الختام، يعد فهم تقلبات الأسعار على ضوء الأوضاع الاقتصادية العالمية والتقارير ذات الصلة أمراً ضرورياً للمستثمرين لضمان اتخاذ قرارات مالية حكيمة. الجدول التالي يوضح أداء المعادن النفيسة بشكل مختصر: