«الذهب يتفوق».. كيف أزاح المعدن الأصفر بيتكوين وتصدر الأصول الاستثمارية؟

سجل سعر الذهب مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا، ليصبح في صدارة الأصول الأكثر استحواذًا على اهتمام المستثمرين، ويتفوق بشكل كبير على العملات الرقمية مثل بيتكوين. يأتي هذا الانتعاش في ظل تغيرات هيكلية في الاقتصاد العالمي، تعزّزها التوترات التجارية العالمية، مما دفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن للحفاظ على قيمة رأس المال وتحقيق عوائد مستقرة.

أداء مميز للذهب مقارنة بالأصول الأخرى

شهد الذهب خلال الشهر الماضي حالة من التفوق على الأصول الأخرى كالعملات الرقمية والأسهم، ويعود هذا الأداء المميز إلى اضطرابات الاقتصاد العالمي الناتجة عن النزاعات التجارية بين القوى الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة. وارتفع حجم تداول عقود الخيارات في صناديق الذهب الاستثمارية مثل “إس بي دي آر غولد شيرز” إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تجاوز حجم التداول 1.3 مليون عقد، مما دفع العديد من المحللين إلى اعتبار هذا المؤشر علامة على زيادة الطلب على هذا المعدن النفيس. وأوضح الخبراء أن العلاقة بين الذهب والعملات الرقمية مثل بيتكوين أصبحت أكثر وضوحًا، حيث تتأثر ديناميكيات التحركات السعرية بين الاثنين بالعوامل نفسها تقريبًا، كالتضخم وأسعار الفائدة.

تراجعات قصيرة المدى في سعر الذهب

ورغم هذا الأداء الاستثنائي، إلا أن الأسعار شهدت تراجعًا بنسبة 6% عن أعلى مستوياتها الأخيرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى المؤشرات التي تشير إلى تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى قيام مديري صناديق التحوط بتقليص مراكز الشراء في الذهب. كما لوحظ انخفاض تقلبات الذهب الضمنية، مما ساهم في تحقيق نوع من التوازن في السوق. وأشار محللو “باركليز” إلى أن ارتفاع أسعار الذهب قد لا يكون متماشياً مع الأسس الاقتصادية الراهنة، موضحين أن البنوك المركزية لا تزال تمارس استراتيجيات شراء الذهب كجزء من استراتيجياتها بعيدة المدى، مما سيؤدي بدوره إلى تقليص الطلب المضاربي الكبير.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

تشير التحليلات إلى احتمالية انخفاض أسعار الذهب مستقبلاً نتيجة لتغيرات أسعار العملات العالمية والفائدة. ووفقًا للخبير غاريت دي سيمون، فإن التقلبات المستمرة والانحرافات السعرية بين الذهب وبيتكوين قد تستمر باستقطاب المزيد من المستثمرين، لكن الحذر يبقى ضروريًا. وقدم المحللون نصائح للراغبين في الاستثمار بهذا المجال، ومنها بيع عقود الشراء طويلة الأجل، وتركيز الاستثمارات على الأصول ذات المخاطر المنخفضة لضمان الاستفادة من تقلبات السوق دون تعرض كبير للخسائر.