«اقلبوا الطاولة».. أكاديمي يدعو المجلس الانتقالي لاتخاذ خطوة حاسمة ومفاجئة

في ظل تزايد الأزمات السياسية والخدمية التي تعيشها العاصمة المؤقتة عدن، تشهد الحكومة الحالية اتهامات متزايدة بالفشل في أداء واجباتها، وهو ما دفع العديد من الأكاديميين والمحللين لتوجيه دعوات حادة للمجلس الانتقالي لتصعيد مواقفه وإظهار دوره كقوة فاعلة في الدفاع عن القضية الجنوبية، حيث يرى البعض أن الانتقالي يمكنه تقديم حلول جذرية تعيد الثقة الشعبية المفقودة.

المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة انتقادات متزايدة

تبرز العديد من الانتقادات الموجهة للمجلس الانتقالي الجنوبي على خلفية ما يعتبره الشارع الجنوبي تقصيراً في تحمل مسؤولياته تجاه المدينة والمواطن البسيط، وبينما يعاني سكان عدن من أوضاع كارثية تشمل انهيار الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والرعاية الصحية، يجد المجلس نفسه في موقع المتهم بالتراخي في ممارسة دوره المنتظر كقوة ضغط على الحكومة الشرعية، رغم كونه الممثل الفعلي للقضية الجنوبية أمام الشعب والمجتمع الدولي، ما يضعه أمام تحديات صعبة بضرورة استعادة الثقة الشعبية.

وفي هذا السياق، يرى الدكتور محمد عبدالهادي أن الانتقالي قد فقد الكثير من شعبيته بسبب ما وصفه بالأداء “الباهت”، حيث أكد أن الشعب لم يعد يحتمل المزيد من الوعود والتنظير، مشيراً إلى أن التخاذل أو التردد في اتخاذ الخطوات الحاسمة سيقود إلى فقدان شرعية التمثيل للشعب الجنوبي.

مسؤولية الحكومة والانتقالي في تحسين الأوضاع

رغم الهجوم المتواصل على الحكومة الشرعية بسبب إدارة الموارد بطريقة وصفها ناشطون بالسيئة، فإن مطالب الإصلاح وُجهت أيضاً نحو المجلس الانتقالي بسبب عدم مبادرته بتحركات تعكس دوره كقائد للقضية الجنوبية، وأظهرت تصريحات عدة اهتمام المجلس بحساباته السياسية ومصالحه المستقبلية بدلاً من التركيز على التحديات اليومية التي تعصف بالمواطنين، ورغم دفاع البعض عن المجلس واتهام الحكومة بنقل الأزمات إلى الانتقالي، فإن الشعور الشعبي بالإحباط يتزايد نتيجة عدم اتخاذ إجراءات جذرية.

الناشط السياسي خالد فيصل أكد أن المجلس أضاع فرصاً عديدة للتأثير الإيجابي على الساحة السياسية، مشيراً إلى أن الانتقالي ينبغي أن يتخذ مواقف أكثر وضوحاً للضغط على الحكومة المركزية وإبراز استعداده لتحمل المسؤولية، وإلا فإنه سيواجه خسائر سياسية وتراجعاً في ثقة المواطنين.

هل المجلس الانتقالي أمام فرصة تاريخية؟

في هذه المرحلة الحساسة، يرى كثير من المراقبين أن المجلس الانتقالي أمام لحظة حاسمة لاختبار قدرته على تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الجنوبي، ففي حين يرى البعض أن الانتقالي أسير تردد سياسي قد يفقده شرعيته الشعبية، يطالب آخرون بتحرك فوري وشجاع لقلب الطاولة على الحكومة الحالية وإنهاء حالة التدهور، الدكتور محمد عبدالهادي أكد أن الانتقالي مطالب اليوم بالتحرك واتخاذ قرارات حاسمة لطمأنة المواطنين وإعادة الاستقرار إلى عدن إذا كان يرغب فعلاً في الحفاظ على مكانته السياسية.

ومع حالة الغضب والانتظار التي تسود الشارع، يبقى التساؤل الأبرز: هل يستجيب المجلس الانتقالي لهذه التحديات ويثبت أنه القوة الأكثر تمثيلاً لطموحات الشعب الجنوبي، أم سيتحول إلى لاعب ثانوي يساهم في استمرار الأزمة بدلاً من إنهائها، الأيام وحدها هي الكفيلة بكشف ملامح المستقبل لهذه المعادلة المتأزمة؟