«فضيحة تسريبات» تُطيح بمستشار ترامب للأمن القومي في قرار مفاجئ

أطاح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمستشاره للأمن القومي مايك والتز ونائبه أليكس وونغ في خطوة وُصفت بأنها تغيير كبير في الإدارة الأميركية خلال الولاية الثانية لترامب، وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الأزمات المتلاحقة، كان أبرزها فضيحة تسريبات لخطة عسكرية ضد الحوثيين في اليمن والتي أثارت جدلاً واسعاً بين الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية.

إقالة مستشار الأمن القومي: الأسباب والتداعيات

تشير التقارير الإعلامية الأميركية إلى أن إقالة مايك والتز جاءت بعد تصاعد الضغوط السياسية داخل البيت الأبيض على خلفية تسريبات أمنية حساسة، وكان الصحفي جيفري غولدبرغ من مجلة “ذا أتلانتيك” قد كشف في وقت سابق عن انضمام اسم والتز بالخطأ إلى مجموعة محادثة عبر تطبيق “سيغنال”، واحتوت المحادثة على خطط لضرب الحوثيين في اليمن، إلا أن نشر صور المحادثة لاحقاً أدى إلى أزمة كبرى داخل الإدارة الأميركية. وتصاعدت الانتقادات بعدما كشفت تلك الصور توقيت العمليات وحزم الأسلحة المستخدمة، مما أثار العديد من الأسئلة حول قدرة والتز على حماية الأمن القومي الأميركي.

كيف كشف التسريب ضعف الإدارة الأمنية الأميركية

رغم محاولة إدارة البيت الأبيض احتواء التسريب والتأكيد أن الشخصيات القيادية – مثل وزير الدفاع ومديرة الاستخبارات الوطنية ومدير وكالة المخابرات المركزية – لم تشارك في النقاشات المعنيّة، تسببت الحادثة في فقدان الثقة والتشكيك بإدارة سلسلة القيادة الأميركية. ورغم إشارة ترامب في الماضي إلى دعمه لوالتز ووصفه بأنه “شخص تعلم من تجاربه”، إلا أن الفضيحة الأخيرة كانت السبب الرئيسي في الإطاحة به، خاصة مع الضغوط المتزايدة من مستشاريه ومسؤولي البيت الأبيض.

المبعوث الأميركي الخاص: هل يكون البديل المثالي؟

تشير تسريبات إلى أن ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص، قد يكون المرشح الأبرز لخلافة مايك والتز في هذا المنصب الحساس، ومع ذلك، أبدى ويتكوف عدم رغبته في تولي المنصب إلا بتوجيه مباشر من الرئيس ترامب، ويعتبر هذا الترشيح محاولة من الرئيس لاستعادة توازن إدارته السياسية والأمنية. فيما تواجه الإدارة مزيداً من التحديات الأمنية والسياسية المرتبطة بملفات دولية مثل أوكرانيا وإيران والتي أثرت على استقرار فريق الأمن القومي خلال الشهور الماضية.

في المجمل، تبدو الإقالة خطوة ضرورية من جانب الرئيس ترامب لإعادة تأسيس فريق قادر على تنفيذ أجندته الأمنية في ظل أزمات دولية حساسة، ومع ذلك، فإن تعيين خليفة مناسب لمايك والتز يمثل تحدياً حقيقياً سيواجه الإدارة خلال الأسابيع القادمة.