«طريقة بدائية».. مليشيا الحوثي تبدأ تفريغ النفط من الخزان المتهالك

تحولت مليشيا الحوثي إلى اتباع وسائل بدائية لنقل شحنات النفط من السفن الراسية بالقرب من ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة، وهو أمر يُظهر تجاهلًا صارخًا للمعايير البيئية والسلامة، حيث تقوم المليشيا بتوظيف خزانات عائمة بدائية ووسائل نقل غير آمنة، مما يؤدي إلى تسربات نفطية خطيرة تهدد البيئة البحرية والثروة السمكية في البحر الأحمر، وهذا يعكس أزمة بيئية محتملة تتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لحل الوضع.

مليشيا الحوثي وتفريغ النفط بطرق بدائية قرب رأس عيسى

بدأت عمليات تفريغ النفط بشكل غير مألوف ومخالف لكل معايير النقل والسلامة من خلال استخدام خزانات عائمة وتقنيات بدائية تفتقر إلى الرقابة الفنية والبيئية، حيث أكدت السلطة المحلية بمحافظة الحديدة أن مليشيا الحوثي تقوم بعملية تفريغ شحنات النفط عبر قوارب محلية تسحب الخزانات إلى مناطق قريبة من الشاطئ، ومن ثم نقل الكميات إلى داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها باستخدام شاحنات نقل، الأمر الذي أدى إلى ظهور تسربات خطيرة تهدد البيئة البحرية والتنوع البيولوجي في المنطقة.

تعرض ميناء رأس عيسى أيضًا لضربات متكررة خلال الأشهر الماضية، منها سلسلة غارات أمريكية استهدفت منصة الوقود في الميناء، والتي أفضت إلى توقف الأنشطة الطبيعية للمرفأ، ودفعت الحوثيين لاستغلاله بطرق غير قانونية لنقل الوقود وتحقيق أرباح غير مشروعة، ما يعكس تحديًا ممتدًا للبيئة والنظام البيئي في البحر الأحمر، خاصة مع الاعتماد الكامل على هذه الوسائل البدائية.

الأضرار البيئية المحتملة لتسربات النفط

تشكل التسربات النفطية الناتجة عن عمليات مليشيا الحوثي البدائية تهديدًا خطيرًا للنظام البيئي البحري في البحر الأحمر، حيث يؤدي تسرب النفط إلى تدمير الموائل البحرية، وتراجع الثروة السمكية نتيجة تلوث المياه، كما يتسبب في حرمان الصيادين المحليين من مورد رزقهم الأساسي، ويزيد من معاناة المجتمعات الساحلية المتضررة، بخلاف الخطر الحقيقي المتمثل في إحداث كارثة بيئية أوسع نطاقًا يصعب احتواؤها إذا استمرت دون تدخل مناسب، مما يضع المسؤولية على المنظمات الدولية للقيام بدورها لإيقاف هذه الأعمال.

دعوات للتدخل الدولي لتفادي الكارثة

دعا البيان الصادر عن السلطات المحلية في محافظة الحديدة المنظمات البيئية الدولية للتحرك العاجل، وإرسال فرق فنية مستقلة لتقييم الوضع وإنقاذ المنطقة من كارثة بحرية محتملة، حيث أشار إلى أهمية وجود رقابة دولية على عمليات نقل النفط التي تتم حاليًا بطرق بدائية، بما يضمن الالتزام بمعايير السلامة البيئية، ويحد من تفاقم التسربات النفطية التي قد تؤدي إلى تدمير حياة مئات الآلاف من الكائنات البحرية والمجتمعات المحلية، كما تطالب السلطات بسرعة تنفيذ التدابير القانونية لمنع وصول الإمدادات النفطية والسفن إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

في النهاية، تعد هذه الانتهاكات البيئية التي تقوم بها ميليشيا الحوثي تحذيرًا من الكوارث التي قد تضرب المنطقة في المستقبل القريب، مما يفرض ضرورة التحرك الدولي السريع لحماية واحدة من أغنى المناطق البيئية على مستوى العالم ووضع حد لمثل هذه الأنشطة الخطيرة التي تشكل تهديدًا حياة البحر الأحمر وموارده الاقتصادية.