«شاهد» الحوثيون يفرضون على أطباء اليمن قسم البراءة بالقرآن في مشهد مثير

تستمر ميليشيا الحوثي في تصدر المشهد اليمني من خلال ممارساتها المثيرة للجدل، حيث أقدمت مؤخرًا على إجبار ثلاثة أطباء في مستشفى “النبلاء” بالعاصمة صنعاء على القسم بالقرآن الكريم لتبرئة أنفسهم من مسؤولية وفاة طفلة من محافظة الجوف، ما أثار حالة واسعة من النقاش والسخرية على منصات التواصل الاجتماعي، وعكس حالة تدهور النظام الطبي والقانوني في البلاد.

الحوثيون وسلوكياتهم العدائية تجاه النظام الصحي

تعود هذه الواقعة إلى مطالبة أسرة الطفلة شهد فيصل الطاقم الطبي بأداء القسم على المصحف الشريف لتأكيد براءتهم من أي خطأ طبي أدى إلى وفاة الطفلة، بعد أن احتلت الميليشيا المستشفى وفرضت قراراتها القبلية بالقوة، وقد اضطر طاقم المستشفى إلى الامتثال لهذه المطالب تحت الضغوط التي تعرضوا لها من قبل الحوثيين المسلحين. إن هذه الحادثة تسلط الضوء على العبث الذي يمارسه الحوثيون في المؤسسات الطبية ونظام العدالة الصحية

إن إغلاق المستشفيات أو التدخل في عملها بحجة القبلية أو السلطة الدينية يزيد المأساة تعقيدًا في بلد يعاني من تدهور حاد في قطاعه الصحي نتيجة لحرب طويلة الأمد، مما أدى إلى رحيل عشرات الأطباء المؤهلين بحثًا عن فرص عمل أكثر أمانًا واستقرارًا في الخارج، وبالتالي زيادة الهوة بين المواطنين والخدمات الصحية التي يستحقونها.

تدهور المنظومة الصحية وانهيار النظام الطبي

تأتي هذه الحادثة كدليل آخر على انهيار المنظومة الصحية في اليمن، حيث لا تجد الشكاوى القانونية المتعلقة بالأخطاء الطبية مكانًا في المؤسسات الرسمية، مما يدفع الناس إلى اللجوء إلى الحلول القبلية والتقليدية، إن المجلس الطبي المختص الذي يفترض أن ينظر في مثل هذه القضايا يعاني من ضعف الأداء وانعدام الإمكانيات، نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشها النظام الصحي في ظل سيطرة الميليشيات على البلاد

تشكل هذه الظروف ضغطًا متزايدًا على المستشفيات الخاصة التي تحاول تقديم خدماتها في بيئة أقل ما يُقال عنها إنها عدائية، وفي كل مرة تحدث مشكلة طبية تتحول إلى نزاع قبلي أو صراع سياسي، يتم إضافة مزيد من العقبات إلى النظام الصحي الهش الذي يعاني بالفعل من قلة الموارد والكوادر المدربة.

الحاجة إلى تدخل دولي لإنقاذ القطاع الصحي

الحادثة تؤكد أن القطاع الصحي في اليمن بحاجة ماسة إلى تدخل دولي عاجل لإعادة ترميمه وتوفير الحماية القانونية للمؤسسات الطبية والكوادر العاملة فيها، وأيضًا دعم برامج تدريب الأطباء لضمان تقديم خدمات طبية عالية الجودة، إن الوضع الحالي لا يقف فقط عند ضعف الأداء الصحي بل يمتد إلى غياب كامل لثقة المواطنين بنظامهم الصحي مما يجعل الحاجة إلى وضع استراتيجيات إصلاحية باتت ضرورة ملحة لا غنى عنها

العنوان القيمة
عدد الأطباء المهاجرين آلاف الأطباء
نسبة الانهيار الصحي تفاقمت منذ بدء الحرب