مونتانا: الملاذ الضريبي الفاخر لأصحاب السيارات الفارهة في أمريكا

تشهد العديد من الولايات الأمريكية معركة ضريبية غير تقليدية تستهدف أصحاب السيارات الفاخرة الذين يسعون لتوفير الضرائب من خلال ثغرات قانونية ذكية. هذه الثغرات ترتبط بولاية مونتانا التي أصبحت ملاذًا شهيرًا يعتمده مالكو السيارات الخارقة، مثل فيراري وبوجاتي، للتسجيل دون مواجهة الضرائب الباهظة المفروضة في ولاياتهم الأصلية. التهرب الضريبي في هذه الحالة يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة للولايات الأكثر كثافة سكانية والمعنية بجني هذه الضرائب.

مونتانا: الوجهة الأولى لتسجيل السيارات الفاخرة

تستقطب ولاية مونتانا أصحاب السيارات الفاخرة بسبب سياستها الفريدة التي تخلو من ضرائب المبيعات على المركبات، مما يجعلها الوجهة المثالية لتسجيل السيارات عالية القيمة. اعتمادًا على هذا النظام، يقوم الأفراد بتأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة (LLC) في مونتانا دون الإقامة الفعلية فيها؛ تُسجل السيارة باسم هذه الشركة، مما يتيح للملاك التهرب من الضرائب المرتفعة التي تُفرض غالبًا في ولاياتهم الأساسية. يُعد هذا الإجراء قانونيًا، لكنه يناقض روح التشريعات الخاصة بجني العائدات الضريبية محليًا.

إحصاءات عام 2024 أظهرت الفارق الكبير بين مونتانا والولايات الأخرى؛ حيث سجلت الولاية الصغيرة أكثر من 10,700 سيارة فاخرة مقارنة بولايات أكبر مثل واشنطن التي قدمت رقماً أقل بكثير. على سبيل المثال، تضمنت هذه الإحصائيات 5,281 سيارة فيراري و1,966 لامبورجيني، مما يعكس الإقبال الكبير على الاستفادة من قوانين مونتانا المرنة.

تحركات الولايات لمكافحة التهرب الضريبي

في ظل الخسائر المالية الهائلة الناتجة عن تهرب مالكي السيارات من الضرائب، بدأت ولايات مثل كاليفورنيا ويوتا باتخاذ إجراءات حازمة. في يوتا، تم التصديق على قانون جديد في مارس 2025، يمنح السلطات القدرة على تعقب المركبات المسجلة خارجيًا واستخدامها داخل الولاية، بهدف استرداد أكثر من 100 مليون دولار سنويًا من الضرائب والغرامات. أما في كاليفورنيا، التي تعاني من حالات مشابهة، كثفت السلطات المحلية جهودها لاستعادة عائدات التسجيل الضائعة بسبب تلك الممارسات.

التحدي الأكبر الذي تواجهه هذه الولايات يتمثل في القدرة على تتبع واكتشاف تلك المركبات، حيث يلجأ البعض لتجنب الضرائب عبر حيل معقدة. وإلى جانب القوانين الحديثة، بدأت السلطات بتكثيف التفتيش على الطرقات وتعقب أنماط استخدام السيارات المسجلة خارجيًا، خاصة تلك التي تنتمي إلى شرائح مرتفعة القيمة.

هل ينتهي التهرب الضريبي عبر مونتانا يومًا؟

مع تزايد الضغوط القانونية على مالكي السيارات الفاخرة المسجلين في مونتانا، قد تصبح هذه الثغرة أقل جاذبية مع مرور الوقت. لكن في ظل ظهور حلول أخرى أو تخوف البعض من مواجهة الغرامات الباهظة، تبقى هذه السياسة مثيرة للجدل، خاصة وأنها تمثل مصدر نقاش بين الحرية في التسجيل وتجنب الضرائب المفروضة على امتلاك السيارات. بينما تسعى الولايات لإغلاق جميع الثغرات واستعادة مليارات الدولارات، سيبقى أصحاب السيارات الأثرياء في سباق مع الزمن لاستغلال أي مزايا قانونية جديدة.