نوكيا ليست مجرد شركة تمثل قصة تكنولوجية فنلندية عريقة، بل هي سلسلة من التحولات الكبرى التي أثرت في الاقتصاد والثقافة العالمية. إنها قصة شركة لم تبدأ من عالم التقنية، بل من الطبيعة نفسها، حيث ابتدأت من مصنع ورق صغير على ضفاف النهر قبل أن تصبح رمزًا للعولمة والابتكار.
نوكيا: من أصول الطبيعة إلى ريادة التكنولوجيا
تأسست نوكيا عام 1865 على ضفاف نهر “نوكيافيرتا”، وبدأت كمنتج للورق، ثم توسعت إلى صناعات مثل المطاط والكابلات والأحذية قبل أن تجد هويتها الحقيقية في عالم الاتصال. قررت الشركة مع نهاية القرن العشرين الدخول في عالم الهواتف المحمولة، ليس فقط باعتبارها منتجاً بل كعلامة وطنية تحمل معها طموحات فنلندا على المستوى العالمي. بحلول عام 1998، تصدرت نوكيا صناعة الهواتف المحمولة عالميًا، لتحقق نسبة سيطرة سوقية مذهلة بلغت 40% بحلول منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، ما جعلها الصوت الحقيقي للثورة الرقمية.
السقوط: تأخر الاستجابة لمستقبل الهواتف
رغم نجاحاتها المبهرة لعقود، عانت نوكيا من أزمة استجابة للتغيرات السريعة في سوق الهواتف الذكية. عند ظهور الهواتف المزودة بشاشات اللمس، تمسكت نوكيا بتصميم هواتفها التقليدي المعتمد على الأزرار ونظام التشغيل سمبيان. هذا التمسك بالماضي، بالإضافة إلى المنافسة القوية من آبل وجوجل، أدى إلى تراجع حصة نوكيا العالمية بشكل سريع. في 2011، تراجعت حصتها بسوق الهواتف الذكية من 33% إلى 14%، وفي 2014، باعت قسم الهواتف المحمولة إلى مايكروسوفت، إيذاناً بنهاية حقبة ساطعة.
التحولات الكبرى: من الهواتف إلى شبكات الاتصال
مع التراجع في سوق الهواتف، عرفت نوكيا أن النجاة تكون بإعادة تعريف نفسها. تحت قيادة راجيف سوري، الرئيس التنفيذي الهندي، ركزت الشركة على قطاع الشبكات والبنية التحتية للاتصالات. هذه النقلة قادتها إلى الاستثمار في تقنيات الجيل الخامس (5G) والاستحواذ على شركات كبرى مثل “ألكاتيل-لوسينت” ومختبرات “بيل لابس” الشهيرة، محولة تركيزها من الأجهزة إلى بناء شبكات متطورة تدعم المستقبل الرقمي بأسره. تنتج الشركة اليوم حلول اتصال موثوقة يعتمد عليها في البنية التحتية لكبرى المدن الذكية حول العالم.
من نهر صغير في الغابات الفنلندية إلى صدارة الابتكار الرقمي، تبقى نوكيا شاهداً على أن النجاح لا يعني الثبات، بل الاستعداد للتغيير. ورغم غيابها عن جيوب المستخدمين، فإنها حاضرة في صميم التكنولوجيا التي تحرك العالم اليوم.
عاجل ومثير: موعد جلسة استماع رئيس المسابقات برابطة الأندية حول أزمة القمة
أسعار الأضاحي في مصر 2025.. تعرف على تكلفة الماعز والخرفان الآن
عشاق الشتاء، اكتشفوا التفاصيل حول الـ 24 ساعة الحاسمة المقبلة
مصر وكرواتيا توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بمختلف المجالات الاستثمارية
تأثير «ديب سيك» على النظام التعليمي في الصين: تحولات وتحديات جديدة
سعر الدولار اليوم الثلاثاء 25-3-2025 أمام الجنيه المصري على مدار الساعة
<p><strong>الأسماك المملحة: هل تسبب تهيج القولون وتأثيرها على صحة الجهاز الهضمي؟</strong></p>
استقرار أسعار الذهب وسط تراجع الدولار وتصاعد التوترات التجارية