«مفاجأة».. السفير الأميركي من أصل يمني يكشف دوره في الملف اليمني

تتزايد التساؤلات حول دور السفير الأميركي من أصل يمني “أمير غالب” في المفاوضات السرية مع جماعة الحوثي، التي انتهت بتفاهم غير علني بين الولايات المتحدة والجماعة بوساطة عمانية، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصاعد التوترات السياسية والميدانية، وقد جاءت هذه التطورات تزامنًا مع زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب للمنطقة، والتي ألقت بظلالها على العلاقات الثنائية بين الدول الخليجية وواشنطن.

الكواليس السرية لتفاهم الولايات المتحدة مع الحوثيين

بحسب تقرير الصحفي اليمني أحمد الشلفي، تكشّفت ملامح تفاهم غير معلن توصلت إليه الولايات المتحدة مع الحوثيين عبر قنوات خلفية لعبت عُمان دور الوسيط الأساسي فيها، حيث تنقلت المفاوضات بين العاصمة مسقط والعواصم الغربية بمشاركة وجوه دبلوماسية بارزة. وأشار التقرير إلى أن الغارات الأمريكية المكثفة على مواقع الحوثيين خلال شهرين من التصعيد قد أضعفت القدرات العسكرية للمجموعة بشكل كبير، مما دفعهم للجلوس على طاولة المفاوضات الإقليمية برعاية عُمانية، وبضغط سعودي لتعزيز أمن المنطقة من أي تصعيد محتمل.

هذه القناة الخلفية التي قادتها سلطنة عمان كانت محورية في تشكيل الاتفاق، حيث استقبلت مسقط خلال الأشهر الماضية الوفود الحوثية إلى جانب دبلوماسيين أميركيين، بهدف تهدئة الأوضاع في اليمن وضمان الحد من اعتداءات الجماعة على الملاحة الدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر.

دور أمير غالب في المفاوضات وحلحلة الأزمة

كان الدور البارز للسفير الأميركي ذو الأصول اليمنية، أمير غالب، موضع اهتمام المتابعين، حيث تشير تقارير دولية إلى أنه ساهم في تيسير المحادثات بين مختلف الأطراف، نظرًا لمعرفته العميقة بثقافة المنطقة وخلفيته السياسية التي مكّنته من بناء قنوات اتصال مباشرة وفعّالة. عُيّن غالب خلال إدارة ترامب وكان له تأثير مباشر في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتفاوضة، لا سيما في ظل الضغط الذي مارسته السعودية لتسريع التفاهم خلال فترة تصعيد الهجمات الحوثية.

يأتي دور أمير غالب كنموذج للدبلوماسية الاستراتيجية التي تعتمدها واشنطن لتهدئة الأوضاع الإقليمية الحساسة كأزمة اليمن، التي تتشابك فيها المصالح الدولية والإقليمية. شكّلت مساهمته دفعة كبيرة لتقديم خطاب سياسي يقبله الحوثيون ويطمئن شركاء الولايات المتحدة، خاصة دول الخليج، حول نوايا واشنطن تجاه تخفيف التصعيد في الشرق الأوسط قبل تطورات مرتقبة بالملف النووي الإيراني.

التداعيات المحتملة على المنطقة

مع إعلان سلطنة عمان التوصل لتفاهم يقضي بوقف الغارات الجوية الأمريكية مقابل تجميد الهجمات الحوثية على المناطق الحيوية والملاحة الدولية، ظهرت أبعاد جديدة لهذه الترتيبات ومدى تأثيرها على الاستقرار الإقليمي. تشير المعطيات إلى أن واشنطن سعت بهذه الخطوة ليس فقط لضمان مصالحها الإقليمية، ولكن أيضًا لتوجيه رسالة قوية لإيران بأن الجبهة اليمنية تحت السيطرة، مما قد يعزز المفاوضات الأمريكية في سياقات أخرى مثل الملف النووي الإيراني.

أما الجانب السعودي، فقد لعب دورًا محورياً في تهدئة التصعيد خوفًا من تفاقم الأوضاع الأمنية التي قد تلقي بآثار سلبية على المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي. لقد أدى التعاون الدبلوماسي الخليجي-الأمريكي إلى تشكيل موقف موحد يسعى للحد من بؤر التوتر بالمنطقة، ويراعي في الوقت ذاته الطبيعة غير المستقرة للمشهد اليمني.

في الختام، يظل التساؤل حول مدى التزام الحوثيين بالتفاهم الأخير مطروحًا، حيث أظهرت التجارب السابقة تعنت الجماعة إلا تحت وطأة الضغط الدولي. تتجه الأنظار إلى تطورات المرحلة القادمة، والتي ستكشف مدى تأثير الاتفاق السري على المشهد العام في اليمن وعلاقته بتوازنات القوى في المنطقة.