ابتكار مذهل: هل يمكن حقاً قياس ضغط الدم عبر الهاتف بتطبيقات متطورة؟

تُعد مراقبة ضغط الدم بشكل دوري ضروريًا لضمان صحة القلب والشرايين، حيث يوفر قياس الضغط معلومات حيوية حول حالة الدورة الدموية، ما يسهم في اتخاذ التدابير الوقائية أو العلاجية في الوقت المناسب. مع التطور التكنولوجي، بدأ العديد من المطورين بطرح تطبيقات تساعد على قياس ضغط الدم باستخدام الهواتف الذكية، إلا أن موثوقية هذه التطبيقات ما زالت موضع تساؤل.

مخاطر ارتفاع ضغط الدم وتأثيره على الصحة

يتسبب ارتفاع ضغط الدم في مشاكل صحية خطيرة إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته بشكل سريع. يُعتبر هذا المرض “القاتل الصامت” لأنه غالبًا ما لا يُظهر أعراضًا واضحة، ولكنه يؤدي إلى إتلاف القلب، والشرايين، والكلى، والأعضاء الحيوية بمرور الوقت. يمكن أن يؤدي إهمال المراقبة إلى تطورات خطيرة كالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية. أما انخفاض ضغط الدم، فقد يسبب أعراضًا مثل الدوار أو الإغماء، لكنه يبقى أقل خطورة عادةً مقارنةً بارتفاع الضغط. المراقبة المنتظمة لقراءات الضغط تُعد خط الدفاع الأول لتجنب المضاعفات الصحية.

هل يمكن قياس ضغط الدم باستخدام الهاتف الذكي؟

مع انتشار التكنولوجيا الحديثة، ظهرت تطبيقات ذكية تدعي قياس ضغط الدم باستخدام كاميرا الهاتف ومستشعراته. تعتمد هذه التطبيقات على تقنيات مثل التصوير الضوئي (PPG) وزمن انتقال النبض (PTT)، ولكنها تفتقر للدقة الطبية المطلوبة، إذ بينت دراسة عام 2016 أن تطبيق “الضغط الفوري” نسبة دقته في الكشف عن الحالات لا تتجاوز 50٪، ما قد يؤدي إلى نتائج مضللة. لذلك، يُنصح بعدم الاعتماد الكامل على هذه التطبيقات حتى يتم تطوير أدوات أكثر علمية وفعالية.

ابتكار جديد من جامعة بيتسبرج لقياس ضغط الدم

في عام 2024، طور فريق بحثي من جامعة بيتسبرج تطبيقًا جديدًا يمكنه قياس ضغط الدم باستخدام تقنيات مبتكرة. يعتمد التطبيق على مزيج من مستشعرات الهواتف الذكية، مثل مقياس التسارع والكاميرا وأجهزة استشعار اللمس. يحلل التطبيق تغيرات الضغط الهيدروستاتيكي عند رفع الإبهام فوق مستوى القلب وقياس الضغط النسبي عبر الجاذبية. ورغم هذا التطور، ما زال التطبيق يُستخدم كتقدير أولي ويفضل استشارة طبيب لمزيد من الدقة.

في النهاية، يعكس هذا الابتكار مدى التقدم في المراقبة الصحية عبر الأجهزة الرقمية، إلا أن الاعتماد الكلي على التطبيقات الذكية في قياس ضغط الدم ما زال بحاجة إلى تثبيت علمي وتقني لضمان سلامة المستخدمين.