الذكاء الاصطناعي يشكل مستقبل الإعلام.. دراسة بحثية لـ”تريندز” تكشف التفاصيل

أبرزت دراسة حديثة أجراها مركز تريندز للبحوث والاستشارات الدور البارز الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل مستقبل الإعلام، حيث أظهرت الدراسة فوائد هذه التقنية، مثل تسريع النشر، وتخصيص المحتوى للجماهير المستهدفة، بجانب التحذير من المخاطر المرتبطة بانحياز البيانات وفقدان الخصوصية. تحث الدراسة على توظيف الذكاء الاصطناعي بطرق تضمن الابتكار مع الالتزام بالمبادئ الأخلاقية.

الذكاء الاصطناعي في الإعلام: تأثيرات وفرص

تتمثّل التأثيرات الإيجابية للذكاء الاصطناعي في الإعلام في تحسين سير العمل الصحفي وزيادة كفاءته. ووفقًا للدراسة، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم محتوى مخصص لكل مستخدم بناءً على اهتماماته، مما يزيد من تفاعل الجمهور. هذا بجانب تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التحقق من المعلومات وتحليل البيانات بمئات المرات أسرع مما يمكن للصحفيين القيام به يدويًا. إضافة إلى ذلك، يمكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحسين التغطية الإعلامية للأحداث العالمية، حيث توفر تقنيات مثل المذيعين الافتراضيين أداة اقتصادية لتقديم الأخبار بشكل مستمر. ومع ذلك، تبقى الحاجة إلى الإبداع البشري ملحّة لتقديم محتوى يواكب المشاعر الإنسانية ويتفاعل بعمق مع الجمهور.

التحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام

رغم مزايا الذكاء الاصطناعي، تشير الدراسة إلى عدد من التحديات التي تواجه دمجه في الإعلام الحديث. من أبرز هذه التحديات الانحياز في تحليل البيانات؛ حيث تعكس خوارزميات الذكاء الاصطناعي القيم والأنماط الموجودة في البيانات التي يتم تدريبها عليها. كما يُعد غياب التنظيم والتشريعات الدولية لتنظيم هذه الأنظمة سببًا رئيسيًا لقلق الإعلاميين والخبراء. هناك أيضًا قضايا تتعلق بفقدان جودة المحتوى نتيجة الاعتماد على الآلات الجزئي أو الكامل في إنشاء الأخبار. وقد تناولت الدراسة تجارب من وسائل إعلام مختلفة كشفت عن قدرة هذه الأدوات على تحقيق الكفاءة، لكنها أكدت محدوديتها في أداء المهام ذات التعقيد الإنساني العالي.

حلول لتعزيز الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في الإعلام

لضمان الاستخدام الفعّال والأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي، أوصت الدراسة بضرورة تعزيز التعاون الدولي لوضع إطار مشترك ينظم صناعة هذه التقنية في الإعلام. كما شددت على أهمية الشفافية في عمل الأنظمة الذكية، والتي يمكن تحقيقها من خلال الإفصاح المسبق عن كيفية سير العمليات الآلية وما إذا كانت هناك أية تحيزات مدمجة. إعادة تأكيد الدور الأساسي للعامل البشري في صناعة الإعلام تعد أيضًا من الحلول الأساسية التي اقترحتها الدراسة. وأخيرًا، ينبغي التركيز على تدريب الصحفيين للتأقلم مع هذه التقنيات وتوظيفها لتعزيز جودة المحتوى وابتكار تجارب إعلامية جديدة.