«تطور لافت» وقف هش لإطلاق النار بين الهند وباكستان وسط جهود دبلوماسية حثيثة

تمكنت الهند وباكستان، بعد موجة من أعنف المواجهات العسكرية التي شهدتها الحدود بينهما منذ نحو ثلاثة عقود، من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار هش بدأ تنفيذه يوم الأحد. وبينما ارتفعت الأصوات الدولية، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إيجاد حل شامل ودائم لأزمة كشمير، مشددًا على أهمية الحوار بين الجارتين النوويتين لتجنب تصعيد آخر في المنطقة.

أعنف مواجهات بين الهند وباكستان منذ عقود

شهدت الأيام الأخيرة مواجهات عنيفة بين الهند وباكستان على طول الحدود، تخللتها هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت منشآت عسكرية من الجانبين. هذه الاشتباكات التي وُصفت بأنها الأشد منذ قرابة ثلاثين عامًا خلفت عشرات الضحايا من المدنيين والعسكريين، ورغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بجهود دبلوماسية وضغوط دولية، استمر التوتر في بعض المناطق الحدودية، خاصة بمنطقة كشمير التي شهدت انفجارات ضخمة نتيجة أنظمة الدفاع الجوي التي استخدمها الطرفان.

مع انحسار القتال بحلول ساعات فجر الأحد، بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى مناطق حدودية مثل أمريتسار في الهند، حيث استعادت الكهرباء وتمت إعادة فتح الطرق الأساسية، مما ساهم في تخفيف الضغط على السكان المحليين.

الموقف الأمريكي في أزمة كشمير

في لحظة تصعيد حرج، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه السعي لحل قضية كشمير المتجذرة في الصراع الهندي-الباكستاني، حيث أكد على أهمية الحوار بين الطرفين قائلاً إنه يدعم بشكل كامل الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وبالتوازي، أشار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى أن الاتفاق الحالي يشمل وقفًا فوريًا لإطلاق النار، تليه محادثات تهدف إلى معالجة أزمات طويلة كمعاهدة مياه السند ومكافحة الإرهاب.

وعلى الرغم من تأكيد الجارتين التزامهما بالتهدئة تحت الوساطة الدولية، فإن تبادل الاتهامات لم يتوقف تمامًا، حيث اتهمت الهند باكستان بخرق الاتفاق الجديد، بينما أصرت الأخيرة على أنها ملتزمة بالتهدئة وأن الهند تواصل السياسة العدائية في كشمير.

ردود فعل دولية مرحبة بوقف إطلاق النار

لاقى الاتفاق ترحيبًا واسعًا من المجتمع الدولي، حيث وصفته المملكة المتحدة بـ”خطوة مهمة نحو الاستقرار”، وأشادت فرنسا وألمانيا بدور الوساطة الدولية في تحقيق هذه التهدئة. كما اعتبرت الأمم المتحدة الاتفاق بداية أساسية لمسار قد يدفع إلى إحراز تقدم حقيقي في ملف السلام بين الهند وباكستان، بينما أطلقت الصين دعوة للطرفين لضبط النفس، معربة عن قلقها من مخاطر التصعيد مجددًا وداعية إلى العودة إلى طاولة المفاوضات لحل كافة النزاعات العالقة.

تمثل أزمة كشمير تحديًا عالميًا يتجاوز أبعاده الحدود الهندية-الباكستانية، إذ تعكس النزاعات الإقليمية حاجة ملحة للحوار والعدالة وبناء علاقات قائمة على حسن النية، وهو ما يأمله الملايين من سكان المنطقة والفاعلين الدوليين المتطلعين لتحقيق سلام دائم في جنوب آسيا.